تعاطى هذه المواد إلى حدوث اختلال فى وظائف المخ وراكز الإدراك والتفكير ، مما يجعل المتعاطى يعيش فى حالة من الهلوسة البصرية والسمعية ، فيخيل إلىه وجود أشياء غير موجودة ، وتضطرب عنده قدرة التمييز
فيقدر الصغير كبيراً والعكس ، مما يشكل خطورة عليه ومنه ، وتختلف هذه المواد فيما بينها من حيث قوة المفعول وطول مدة التأثير ، كما تختلف من حيث مصدرها ، فمنها ما هو من مصدر طبيعى (كالمسكالين) و (المسكارين) و(الزايلوسابيين) و (بذور نبات مجد الصباح) و (جوزة الطيب) ومنها ما هو مركب كيميائياً مثل عقار (L.S.D) وعقار (P.CP) وعقار (S.T.P) و (D.M.T.) وقد أدرجت هذه المواد ضمن الاتفاقية الدولية للمؤتمرات العقلية لعام 1971م وتخضع لرقابة أشد من الرقابة على المنشطات والباربيتورات وسنورد نبذة قصيرة عن أهم هذه المواد وأشدها خطراً وأكثرها شيوعاً بين المتعاطين وهى :
أ. الميسكالين :
ويعتبر من أوائل العقاقير المهلوسة التى اكتشفها الإنسان واستعملها ويستخرج من (نبات صبار المسكال) الذى ينمو بكثرة فى شمال المكسيك وجنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية، وقد شاع استعماله منذ القدم بين الهنود الحمر أثناء احتفالاتهم وطقوسهم الدينية حيث تقطع براعم النبات وتجفف ثم تمضغ أو تسحق ويصنع منها شراب داكن اللون له طعم مر أما فى الوقت الحاضر فيوجد المسكالين على هيئة سائل معبأ فى حقن أو على هيئة مسحوق معبأ فى كبسولات وتأثيره يستمر لمدة عشر ساعات .
ب. ليسارجك آسيد (L.S.D) :
ويحضر هذا العقار من حمض (الليزجيك) الذى يوجد فى فطر الارغوث الذى ينمو على سنابل الشعير والشوفان ويعتبر من أقوى المكسكالين وتم اكتشاف خواصه عام 1943م من قبل العالم (ألبرت هوفمان) وهو مادة عديمة اللون والرائحة سريع الذوبان فى المادة ويصنع على هيئة أقراص أو كبسولات أو على هيئة قطع صغيرة مربعة من الجلاتين على نمط طوبع البريد أو رسومات الأطفال ويكفى لإحداث تأثيره أخذ جرعة بين 20-35 ميكروجرام أى ما يساوى حجم ما يعلق برأس الدبوس أو أكثر قليلاً وهذا ما يجعله أشد المهلوسات خطراً وأسهلها تهريباً، ويستمر تأثيره لمدة تتراوح من 8-16 ساعة .
ج. الفينسيكليدين (P.C.P.) :
ويأتى على شكل مسحوق أبيض نقى ويباع على هيئة كبسولات أو محلول ويتم تعاطيه عن طريق الاستنشاق أو التدخين فى الخمسينيات كمخدر فى العمليات الجراحية إلا أنه منع لما يحدثه من أعراض وآثار جانبية كالتشنج والهذيان واضطرابات البصر والهياج العصبى ، وله أسماء عند المتعاطين منها تراب الملائكة ، وقود الصواريخ ، حبوب السلام ، الكريستال ، الموت عند الوصول[/size]
الأفيــــون
عرف الإنسان نبات الخشخاش منذ زمن بعيد حيث إستخرج منه الأفيون الذى إستخدمته الحضارات القديمة إما للرفاهية أو للإستخدامات الطبية كما إستخدمه المصريون القدماء والسومريون والبابليون والأشوريون وتعتبر أسيا الصغرى الموطن الأصلى لهذه الشجرة ، وبعدها إنتقلت إلى أفغانستان وشبه القارة الهندية ثم تسربت زراعته إلى مناطق كثيرة فى جنوب شرق أسيا وجنوب غرب أسيا وبعض المناطق الأخرى فى العالم ، وشجرة الخشخاش هى المصـدر الـذى يؤخـذ منـه الأفيون ، وهو نبات عشبى يبلغ إرتفاعه حوالى 70-110 سم وينتج أزهاراً ذات أربع وريقات قد تكون بيضاء أو قرمزية أو حمراء أو بنفسجية أو أرجوانية ، وهذه الوريقات إما تكون مشرشرة أو متساوية الحروف ، وأوراق نبات الخشخاش تتميز بنعومة الملمس ولها لمعة ويترواح طولها من 10-25 سم وعرضها من 10-15 سم ، وعندما تنضج الزهرة تكون رأس كبسولة فى حجم البرتقالة ويتجمع داخل هذه الكبسولة عصارة الأفيون .
ويتم إستخراج الأفيون عن طريق تشريط الكبسولة الغير ناضجة أفقياً أو رأسياً من فترة الظهيرة حتى غروب الشمس ليخرج منها مادة لبنية لزجة ذات رائحة نفاذة بيضاء اللون سرعان ما يتحول لونها إلى البنى عند تعرضها للهواء وتتم عملية التشريط بسكاكين خاصة تبدأ من فترة الظهيرة حتى غروب الشمس وفى صباح اليوم التالى تجمع المادة البنية التى تسيل من الجروح وتجمع فى أوعية وتترك حتى تتماسك ثم تقطع إلى قطع صغيرة أو كبيرة حسب الطلب ويحتوى الأفيون على أكثر من 25 مركباً كيماوياً تشكل حوالى 25% من وزن الأفيون وأهمها المورفين والكودايين والثيابين والبابافرين والنسكابين .