الحمد لله.. أنا مسيحي وموحد بالله
كتب ماجد عدلى
الإسكندرية
- اسمك إيه؟
- ماجد.
- ماجد إيه؟
- ماجد عدلي.
- عدلي إيه؟
- آه فهمت.. انت كده مش بتسأل عن اسمي.. انت بتسأل عن شىء تانى.
- عن إيه؟
- انت بتسأل عن ديانتي بشكل غير مباشر. أنا الحمد لله مسيحي وموحد بالله.
- لأ ماقصدتش كده بس طالما قلت كده.. إزاي مسيحي وموحد بالله؟
- با أخي إحنا أول ناس موحدين بالله بنقول من زمان: الله واحد رغم إنكم بتقولوا علينا كفار.. لكن الذين يقولون أن هناك ثلاث آلهة هم الكفار والذين يقولون أن الله تزوج بمريم وأنجب عيسى هم كفار.. لسنا نحن أصحاب هذه الأفكار..
كان هذا جزءاً من حديث متكرر (شبه يومي) مع أحدهم، وهناك أسئلة كثيرة مشهورة الآن ومستهلكة منها يعرفون ديانتك.. مثل: سؤال لعم إبراهيم صاحب الدكان:
- انت بتقفل الجمعة ولا الأحد؟؟ ولو عم إبراهيم قال الأحد إجازة المحل، يسأل الزبون اللى مش حابب ينفع كافر سؤال آخر: الجمعة بتفتح طول النهار ولا فى وقت بتقفل الضهر؟
تقابلت مع آخر في أحد وسائل المواصلات.. اقتحمني بسؤال حين وجدني أشرب الماء في شهر صيامه:
- لماذا تشرب الماء.. انت مش صايم؟؟
- لأ.. أنا على سفر ولي الحق أن أفطر، بل أنا مرض بالسكري ولي الحق أن أفطر، وقبل وأول الكل أنا مسيحي ومش بس مسيحي أنا قسيس إنجيلي.
- يا ساتر يا رب على الصبح.. إيه الكفر ده..
- يااااه كفر إني مسيحي.
- خلاص يا عم القسيس خليك في حالك، بس لو شربت تاني قدامي هاسجنك.
- تسجني؟؟!! ليه؟؟ فين القانون ده اللي بيقول كده.
- آه احنا عندنا قانون يسجن الفاطر في رمضان اللي لا يحترم حُرمة الصيام ويجاهر بإفطاره..
- جميل جداً.. لما زمايلك الأرثوزكس في العمل بيكونوا صايمين بالزيت.. أنت بتجاملهم ومبتكلش لحمه؟
- لأ.. وأنا مالي بيهم.. انتم كفار وكل معتقداتكم ليست من الله.
- كفاية انكم جوزتم ربنا للعذرء مريم وأنجب منها عيسى وكفاية انكم جعلتم الله ثلاثة آلهة، وجماعة منكم تقول عن عيسى هو الله، وجماعة تانية تقول ابن الله، وجماعة ثالثة تقول ابن الانسان.
وبصراحة أنا أشفقت على كل هؤلاء الذين يسمعون عن المسيحية من مصادر غير مسيحية.. نحن لا نقول أن الله تزوج بمريم وأنجب عيسى، بل نقول:
1- الله روح (يوحنا 24:4) أي أنه غير مادي أو مرئي ليتزوج، لأن الله ليس له لحم وعظام
"ملك الدهور الذي لا يفنى ولا يُرى" (1تيموثاوس17:1)
2- الكيان الإلهي فيه ثلاثة أقانيم يمتاز كل منها بخواص مختلفة (سمات أو صفات تنتهي وتميز كل أقنوم بتميزات ذاتية عن الآخر) لكن كل الأقانيم تعبرعن الجوهر الإلهي الواحد: الله الآب، الله الابن، الله الروح القدس الذي هو جوهر لإله واحد.
بمعنى أنه إذا قلت أن الإنسان روح، نفس، جسد لا أستطيع أن أقول إن هناك ثلاثة أشخاص بل هو شخص واحد لكن روحه متميزة بعملها المسئول عن الحياة والموت، والنفس مسئولة عن الحزن والفرح والغضب.. تحوي الفكر والإرادة والمشاعر.. ولا أستطيع أن أقول فلان حزن بجسده، لأن الجسد بياكل مش بيحزن.. وهكذا شخص واحد له ثلاثة أجزاء في تكوينه الواحد.
3- حل الله الابن في جسد يسوع وصار إلهاً كاملاً يصنع المعجزات وله قدرة ألوهية وفى نفس الوقت كان إنساناً كاملاً.. يولد ويعطش ويجوع ويتألم ويموت.. عاش وله طبيعتين في آن واحد.
لذا نقول إنه ابن الله باللاهوت وابن الإنسان بالناسوت وهو الله الذي ظهر في الجسد كما ظهر الله في مكان ليكلم منه موسى، هل ترك الله كل شىء للخراب ليتفرغ للكلام مع موسى؟ أم أنه قادر على أن يكون في كل مكان، ومن كل هذه الأماكن أنه في جسد إنسان اسمه يسوع لتحقيق غرض الخلاص لكل البشرية.
معلش لما نعرف هنرتاح.. روح ربنا يعرفنا ويريحنا، فقط عندما نسأل روح الحق أن يرسل حقه فينا ويعلنه ويشرح به صدورنا سنعرف أن الحق.. كل الحق فى المسيح..